للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مع القصر، ومنه ما أنشده الأصمعي:

فدى لك والدي، وفدتك نفسي ... ومالي، إنه منكم أتاني

ويقولون: فداء لك أبي بكسر الفاء مع المد، وقد جاء الممدود بالجر والرفع والنصب، ومنه البيت الذي معنا، وإذا كان المقصور غير ظاهر الإعراب، ويحمل في التقدير على الممدود، فنقول: إذا ورد الممدود مجرور الآخر فهو اسم قائم مقام فعل مقترن بلام الأمر مبني على الكسر، وتنوينه هو تنوين التنكير الذي تجده في صه ومه وإيه ونحوهن، والاسم المرفوع بعده فاعل به، وكأنه قال: ليفدك الأقوام كلهمو، فلما كان بمعناه بني، وبني على الكسر لأنه وقع للأمر، والأمر إذا حرك تحرك إلى الكسر، وقد نون لأنه نكرة وهو قول الفارسي اهـ، وقول الزمخشري مشابه لقول الفارسي المتقدم، وأنظر وجهي الرفع والنصب في الإعراب. الأقوام: أنظر البيت رقم -٥٩ - من معلقة امرئ القيس. أثمر: أجمع. مال: أنظر البيت -٨٩ - من معلقة طرفة.

المعنى يقول: ترفق أيها الملك بي، فليفدك الناس قاطبة، وليفدك كل ما جمعته من مال وما ولدته من ولد.

الإعراب. مهلًا: مفعول مطلق نائب عن فعله، وفاعله ضمير مستتر فيه. فداء: بالجر اسم قائم مقام فعل مقترن بلام الأمر، أنظر المفردات، وبالرفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بفداء. الأقوام: خبر المبتدأ، وسوغ الابتداء بفداء مع كونه نكرة كونه دالًا على معنى الفعل كما رأيت، ويجوز أن يكون خبرًا مقدمًا، والأقوام مبتدأ مؤخرًا، وبالنصب فجمهور النحاة يجعلونه مفعولًا مطلقًا لفعل محذوف واجب الحذف، والجار والمجرور متعلقان به، والأقوام فاعل، ونقل عن الأخفش أنه يجيز فيه وجهًا آخر، وهو أن يكون (فداء) بالنصب حالًا إما بتأويله بمشتق، وإما بواسطة جعله مفعولًا مطلقًا لفعل

<<  <  ج: ص:  >  >>