للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان له بنون وواد خصب، وكان حسن الطريقة، فسافر بنوه في بعض أسفارهم، فأصابتهم فأحرقتهم، فكفر بالله، وقال: لا أعبد ربًا أحرق بني، وأخذ في عبادة الأصنام، فسلط الله على واديه نارًا، والوادي بلغة أهل اليمن يقال له الجوف- فأحرقته فما بقي منه شيء، وهو يضرب به المثل في كل ما لا بقية له، والعير هنا بفتح العين وسكون الياء، ورحم الله من قال:

ولا يقيم على ضيم يراد به .... إلا الأذلان عير الحي والوتد

هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد

هذا والعير بكسر العين وسكون الياء الإبل التي تحمل الميرة، ومنه قوله تعالى: {أيتها العير، إنكم لسارقون}. قفر: خال لا أنيس فيه ولا نبات. الذئب: وحش يفترس الغنم، وجمعه ذئاب وذياب وذؤ بان، ومنه قيل: ذؤ بان العرب للخبثاء المتلصصين، والذئب بالهمز وتركه، وبهما قرئ قوله تعالى: {فأخاف أن يأكله الذئب، وأنتم عنه غافلون} يعوي: يصيح، والعواء صوت الذئب والكلب وابن آوى. الخليع: هو الذي خلعه أهله وطردوه، وتبرؤوا منه لخبثه، فكان الرجل يأتي بابنه في الموسم، ويقول: ألا إني قد خلعت ابني هذا، فإن جر جريرة، أي جنى لم أضمن، وإن جر عليه، أي جني عليه لم أطلب، فلا يؤخذ بجرائره، وعكسه المتبني كما هو معروف، وهو أن يأتي شخص إلى طفل غير ابنه، ويقول: هذا ابني ارثه ويرثني، ويعقل عني وأعقل عنه، وقيل: إن الخليع في هذا البيت المقامر. المعيل: الكثير العيال.

المعني يقول: ورب واد قفر، يشبه بطن الحمار الوحشي، أو يشبه وادي الحمار في الخلاء من النبات والأنيس، جاوزته وقطعته في وقت كان الذئب يعوي فيه من شدة الجوع كالرجل الذي طرده أهله وقطعوا صلتهم به،

<<  <  ج: ص:  >  >>