به من جوه الأعداء. مقبل: حسن الإقبال. مدبر: حسن الإدبار. معا: أي مجتمع فيه هذه الصفات. الجلمود: الحجر العظيم الصلب. الصخر: الحجر، واحده صخرة. حطه: ألقاه من أعلى إلى أسفل. السيل: الماء الجاري بقوة شديدة. من عل: من فوق، وفيه سبع لغات، يقال: أتيته من عل بضم اللام، ومن علو بسكون اللام وتثليث الواو. ومن علي: بياء ساكنة، ومن عال مثل قاض، ومن معال مثل معاد، ولغة ثامنة، يقال من علا وأنشد الفراء:
باتت تنوش الحوض نوشا من علا ... نوشا به تقطع أجواز الفلا
المعني يقول: إن الفرس المذكور في البيت السابق معتاد للحرب، صالح لجميع أحوالها من الطلب والهرب، والكر والفر، فيكر إذا أريد منه الكر، يفر إذا أريد منه الفرار، ويقبل إذا أريد منه الإقبال، ويدبر إذا أريد منه الإدبار، فهذه الصفات مجتمعة في قوته وقدرته. لا في فعله في حالة واحدة، لما بينها من التضاد، ثم شبهه في سرعة مره، وصلابة خلقه بحجر عظيم ألقاه السيل من مكان إلى حضيض.
الإعراب: مكر، مفر، مقبل، مدبر: هذه الصفات أربع للفرس المذكور ف البيت السابق، ويجوز في العربية رفع هذه الأسماء على القطع، فتكون أخبارا لمبتدآت محذوفات، أو أخبارا متعددة لمبتدأ محذوف. معا: حال من الضمائر المستترة في الصفات السابقة، والتقدير: مجتمعة معا، فهو منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على مذهب سيبويه والخليل، والمقدرة على مذهب يونس والأخفش. كجلمود: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثامنة للفرس الموصوف بهذه الصفات، أو هما متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو كجلمود، وتكون الجملة الاسمية هذه في محل نصب حال من الفرس، أو هي في محل جر