تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر} فالمراد أنزلنا القرآن، فأضمر ولم يتقدم له ذكر لدلالة المقام عليه.
المعنى: يقول: على مثل هذه الناقة أمضي أسفاري، أذهب لحاجاتي حتى بلغ الأمر غايته، قال صاحبي: ليتني أقدر على أن أخلصك من مشقة هذه الفلاة، وأخلص نفسي من عنائها ووعثائها.
تنبيه- المثل بفتح الميم والثاء بمعنى مثل ومثيل، وشبه وشبيه، قال تعالى في تشبيه حال المنافقين:{مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا ... إلخ} الآية رقم -١٧ - من سورة البقرة، ومثل اسم متوغل في الإبهام، لا يتعرف بإضافته إلى الضمير وغيره من المعارف، ولذلك نعتت به النكرة في قوله تعالى حكاية عن قول فرعون وقومه:{أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون؟ } ويوصف به المفرد والمثنى والجمع، تذكيرًا وتأنيثًا، كما في الآية الكريمة. وتستعمل على ثلاثة أوجه: الأول بمعنى الشبيه، كما في الآية الكريمة، والثاني بمعنى نفس الشيء وذاته، كما في قوله تعالى:{ليس كمثله شيء} عند بعضهم، حيث قال: المعنى ليس كذاته شيء، والثالث زائدة، كما في قوله تعالى:{فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ... إلخ} أي بما آمنتم.
هذا وأما المثل في قوله تعالى:{ضرب الله مثلًا كلمة طيبة ... إلخ} فهو القول السائر بين الناس فيه غرابة من بعض الوجوه، والممثل بمضربه هو الحالة الأصلية التي ورد فيها الكلام، وما أكثر الأمثال في اللغة العربية، علمًا بأن ألفاظ الأمثال لا تغير، تذكيرًا وتأنيثًا، إفرادًا وتثنية وجمعًا، بل ينظر فيها دائمًا إلى مورد المثل، أي أصله، مثل (الصيف ضيعت اللبن) فإنه يضرب لكل من فرط في تحصيل شيء في أوانه، ثم طلبه بعد فواته.
الإعراب: على مثلها: جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أمضي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة