وصادفت سعة فاستأنس ولا تستوحش قال تعالى:{لا مرحبًا بهم إنهم صالوا النار} أي لقوا رحبًا، وقال أيضًا جل ذكره:{وضاقت عليهم الأرض بما رحبت} ورحيب يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث، لأنه على وزن فعيل، وفعيل من أوزان المصادر كالذميل والصهيل، والمصدر يخبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، فيعطى ما هو على زنة المصدر حكم المصدر، قال تعالى:{وما يدريك لعل الساعة تكون قريبًا}، وهذا إنما يقع للمؤنث بغير هاء إذا تقدم الاسم، كقولك: مررت بامرأة قتيل، أي مقتولة، فإن حذفت الاسم لم يجز أن تقول: مررت بقتيل، وأنت تعني مقتولة لأنه لا يعرف أنه مؤنث. قطاب الجيب: مجتمع الجيب، ومنه قولهم: جاء الناس قاطبة، أي جميعًا، والجيب مخرج الرأس من الثوب. رفيقة: لينة، ويروى (رقيقة) بالقاف. الجس: المس باليد. الندامى: انظر البيت السابق، وجس الندامى أن يلمسوا جسدها من داخل ثوبها، وذلك أن القينة كان يفتق فتق في كمها إلى الرسغ، فإذا أراد الرجل أن يلمس منها شيئًا أدخل يده فمس. البضة: البيضاء الرقيقة الجلد الناعمة. المتجرد: أراد جسدها المتجرد من ثيابها.
المعنى: يقول: إن القينة المذكورة في البيت السابق، واسعة الجيب لإدخال الندامى أيديهم في جيبها للمسها، وهي لينة سهلة على جس الندامى بمعنى أنها تنقاد للمس بسهولة، وجسدها أبيض ناعم اللحم، رقيق الجلد صافي اللون.
الإعراب: رحيب: صفة ثانية لقينة في البيت السابق، ويجوز أن يكون خبرًا مبتدأ محذوف، تقديره: هي رحيب، والجملة الاسمية هذه صالحة للحالية والوصفية من قينة على حد قوله تعالى:{وهذا ذكر مبارك أنزلناه} قطاب: فاعل برحيب، وهو مضاف والجيب مضاف إليه. منها جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة أو حال من الجيب على اعتبار (أل) للتعريف أو