الرسول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما نقص مال من صدقةٍ) ومن الثاني قوله تعالى: {ثم لم ينقصوكم شيئًا} ولا يستعمل متعديا لواحد، وأما قولك: نقص المال درهمًا والبرمدًا، فدرهمًا ومدًا تمييزاهـ مختار الصحاح. الأيام: انظر البيت رقم -٥ - من معلقة امرئ القيس. ينفذ: يفنى: قال تعالى: {ما عندكم ينفد، وما عند الله باق}.
المعنى: يقول: أعتقد أن العمر والحياة مثل المال الذي يدخر ويكتنز، فهو ينقص كل لحظة تمر على الإنسان كما أن المال ينقص بالأخذ منه: وما تنقصه اليد بالأخذ منه يفنى ويضمحل لا محالة، فكذلك عمر الإنسان آيل إلى النفاد لا محالة.
الإعراب: أرى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضخمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنا. الدهر: مفعول به أول. كنزًا: مفعول به ثانٍ. ناقصًا: صفته. كل: ظرف زمان متعلق بناقصًا، وهو مضاف وليلة مضاف إليه، وجملة (أرى ... إلخ) مستأنفة لا محل لها. والواو: حرف استئناف. ما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وهو أولى من اعتباره مفعولًا للفعل بعده. تنقص: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الأيام: فاعل. والدهر: معطوف على سابقه بالواو العاطفة. ينفد: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى (ما) وخبر المبتدأ الذي هو (ما) مختلف فيه، فقيل: هو جملة فعل الشرط، ويرجحه ابن هشام في مغني اللبيب، وهو ضعيف هنا لعدم وجود ضمير يعود عليه، وقيل: هو ملة جواب الشرط، وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين.