للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثلاثة الذين دفعوا إلى طرفة يفخرون على من لم يدفع من سائر بني الأبناء، ويقولون: جعلنا جدنا مثل بنيه، ويروى الشطر الأول كما يلي (أرى كل ذي جد ينوء بجده)، ومعناه أرى كل ذي حظ ينهض بحظه، وانظر شرح الجد في البيت -٦٢ -

المعنى: يقول: لو شاء الله تبارك وتعالى جعلني مثل قيس بن خالد وعمرو بن مرثد، وكانا سيدين كريمين من سادات مشهورين بكثرة المال ونجابة الأولاد. وشرف النسب وكرم المحتد.

الإعراب: الفاء: حرف استئناف. لو: حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. شاء: فعل ماض شرط لو. ربي: فاعل مرفوع، وعلامة رفع ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها. قيس: خبرها. ابن: صفة قيس، وهو مضاف وخالد مضاف إليه، وجملة (كنت قيس ... إلخ) جواب لو، لا محل لها من الإعراب، ولو ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، وإعراب الشطر الثاني مثل الأول بلا فارق.

فائدة مفعول (شاء) محذوف في الشطرين لأن الجواب يدل عليه، والمعنى لو شاء ربي أن يجعلني مثل قيس بن خالد كنت مثله، قال تعالى: {ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعًا} أي ولو شاء إيمان من في الأرض، وقال تعالى: {لو شاء الله لهدى الناس جميعًا} أي لو شاء هدى الناس، وقد لا يكون كذلك كقوله تعالى: {قالوا: لو شاء ربنا لأنزل ملائكة} فإن المعنى لو شاء ربنا إرسال الرسل لأنزل ملائكة بقرينة السياق، ولقد تكاثر هذا الحذف في (شاء وأراد) لا يبرزون المفعول إلا في الشيء المستغرب مثل

<<  <  ج: ص:  >  >>