للمجهول، مثل قال وباع ونام، وغير ذلك، وضم الميم لغة تعزى بني فقعس وبني دبير، ومن الضروري أن تعلم أن من ضم الميم فقد جعل (مت) من باب علم كخفت ونمت، ويقال فيه أيضًا: مات يمات كخاف يخاف، ومات يموت كصان يصون. وانظر شرح الموت في البيت -٧١ - النعي: خبر الموت، والناعي هو الذي يأتي بخبر الموت، وأراد معنى الندب، أي فاذكريني واذكري أفعالي. بما أنا أهله: بما أنا مستحق له، قال تعالى:{وكانوا أحق بها وأهلها} الشق: نصف الشيء، والشق أيضًا المشقة، قال تعالى:{لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس} وأراد بشقي: مزقي. الجيب: مخرج الرأس من الثوب، وخص الجيب بالشق، لأن الشق منه أمكن. ابنة معبد: ابنة أخيه المذكور في البيت رقم -٧٩ - .
المعنى: يقول: لما فرغ من تعداد مفاخره أوصى ابنة أخيه، فقال لها: إذا مت فأشيعي خبر موتي، واذكريني واذكري أفعالي المجيدة وخلالي الحميدة، ومزقي ثيابك علي، فهو يوصيها بالندب والنياحة، ولطم الخدود، وشق الجيوب، وهذا خلق جاهلي حرمه الإسلام تحريمًا قاطعًا. قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية) وأين قوله هذا من قول لبيد بن ربيعة الذي هذبه الإسلام:
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة، أو مضر؟
فقوما وقولا بالذي تعلمانه ... ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر
وقولا هو المرء الذي لا صديقه ... أضاع، ولا خان الخليل، ولا غدر
إلى الحول، ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملًا فقد اعتذر
الإعراب: الفاء: حرف استئناف. إن: حرف شرط جازم. مت: فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء ضمير متصل في محل رفع