تنبيه: أما ترى فماضيه رأى، والقياس ترأي، وقد تركت العرب الهمز في مضارعه، لكثرته في كلامهم، وربما احتاجت إلى همزة، فهمزته، كما في قول سراقة بن مرداس البارقي:
أرى عيني ما لا ترأياه ... كلانا عالمٌ بالترهات
وربما جاء ماضيه بغير همز، وبه قرأ نافع في قوله تعالى:{أرأيتكم، وأرأيت} أرايتكم، وأرأيت بدون همز، وقال الشاعر:
صاح هل ريت أو سمعت براعٍ ... رد في الضرع ما قرى في الحلاب
وإذا أمرت منه على الأصل قلت: ارء، وعلى الحذف ره بهاء السكت، وقل في إعلال ترى: أصله ترأي قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وحذفت الهمزة بعد إلقاء حركتها على الراء للتخفيف.
المعنى يقول: إن هذه الديار كانت مأهولة بأهلها، مأنوسة بهم، غادرها أهلها، وأفقرت أرضها من بعدهم، فسكنت رملها وباحاتها الظباء، وإنك لتبصر بعرها منتشرًا في ساحتها كأنه حب الفلفل، أو القلقل.
الإعراب: ترى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المقصورة، منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. بعر: مفعول به، وهو مضاف والآرام مضاف إليه. في عرصاتها: جار ومجرور متعلقان بالفعل ترى، أو بمحذوف في محل نصب حال من بعر الآرام، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كأنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. حب: خبرها وهو مضاف وفلفل مضاف إليه، والجملة الاسمية (كأنه حب فلفل) في محل