للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من غدرهم، برآء: أي بريئون، ومن العرب من يقول: فلان براء منك، ولا يثنيه ولا يجمعه، ولا يؤنثه، والقرآن أصدق قيلًا فقد أفرد في سورة الزخرف: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه: إنني براءٌ مما تعبدون} فقد قرئ (براء) بفتح الباء وضمها، وجمع في سورة الممتحنة: {قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم، والذين معه، إذ قالوا لقومهم: إنا براء منكم، ومما تعبدون من دون الله}.

المعنى يقول: أتحملوننا جنايا بني عتيق وغدرهم: وإنا بريئون من جنايتهم عليكم وغدرهم بكم، لا علاقة لنا بذلك.

الإعراب. أم: حرف عطف. جنايا: معطوف على جرى حنيفة مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وجنايا مضاف وبني مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، والإضافة من إضافة المصدر لفاعله، وبني مضاف وعتيق مضاف إليه. الفاء: حرف استئناف. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يغدر: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى من. الفاء: واقعة في جواب الشرط. إنا: حرف مشبه بالفعل، ونا: ضمير متصل في محل نصب اسمها، وحذفت النون للتخفيف، وبقيت الألف دليلًا عليها. من حربهم: جار ومجرور متعلقان ببرآء بعدهما، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. برآء: خبر إن، وإن واسمها وخبرها جملة اسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو من مختلف فيه، فقيل: هو جملة فعل الشرط، وقيل: هو جملة جواب الشرط، وقيل: هو الجملتان، ويرجحه المعاصرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>