إلخ} وبمعنى العلم، تقول: قضيت بكذا، أي أعلمتك به، وبمعنى الإتمام قال تعالى:{فإذا قضيتم الصلاة}{فإذا قضيتم مناسككم} وبمعنى الفعل، قال تعالى حكاية عن قول السحرة لفرعون:{فاقض ما أنت قاضٍ} وبمعنى الإرادة، قال تعالى:{فإذا قضى أمرًا، فإنما يقول له: كن فيكون} وبمعنى الموت، كقوله تعالى حكاية عن قول أهل النار:{وقالوا: يا مالك ليقض علينا ربك} وما في البيت من هذا القبيل، وبمعنى الكتابة، قال تعالى:{وكان أمرًا مقضيًا} أي مكتوبًا في اللوح المحفوظ، وبمعنى الفصل، قال تعالى:{وقضي بينهم بالحق، وهم لا يظلمون} وبمعنى الخلق، قال تعالى:{فقضاهن سبع سمواتٍ في يومين} وبمعنى بلوغ المراد والأرب، قال تعالى:{فلما قضى زيدٌ منها وطرًا زوجناكها} وبمعنى وفيت الدين، كقولك قضيت ديني، اهـ قسطلاني شرح البخاري بتصرف.
وأضيف أنه يكون بمعنى أوحينا، كما في قوله تعالى:{وقضينا إليه ذلك الأمر، أن دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين} وقال القرطبي رحمه الله تعالى: فإذا كان القضاء يحتمل هذه المعاني فلا يجوز إطلاق القول بأن المعاصي بقضاء الله تعالى لأنه إن أريد به الأمر، فلا خلاف أنه لا يجوز ذلك، لأن الله تعالى، لم يأمر بها، فإنه لا يأمر بالفحشاء، وقال زكريا بن سلام: جاء رجل إلى الحسن، فقال: إنه طلق امرأته ثلاثًا، فقال: إنك قد عصيت ربك، وبانت منك، فقال الرجل: قضى الله ذلك علي، قال الحسن، وكان فصيحًا: ما قضى الله ذلك، أي ما أمر الله به، وقرأ قوله تعالى:{وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه ... إلخ}.
المعنى يقول: وغزاكم ثمانون رجلًا من بني تميم بأيديهم رماح في رؤوسهن الموت والهلاك، فيا له من تعبير ما أقبحه.