ويروى (فديناهم) من الفداء. أملاك: جمع ملك، ويقال في جمعه أيضًا: ملوك. كرام: انظر البيت رقم -٥٢ - من معلقة طرفة، ويروى مكان كرام ندامى، على أنه جمع ندمان أو نديم من المنادمة لا الندم، وهي المحادثة على الطعام والشراب والملاطفة عندهما. أسلابهم: جمع سلب، وهو الثياب والسلاح والفرس مما يسلب. أغلاء: غالية، أي مرتفعة الثمن من قولهم: غلا السعر إذا ارتفع وزاد.
المعنى يقول: وأتينا الملك بتسعة ملوك كرام من بني حجر آكل المرار حيث أسرناهم، وكانت أسلابهم غالية الأثمان لجلالة أقدارهم وعلو مكانتهم. وكان المنذر بن ماء السماء بعث خيلًا من بني بكر في طلب بني حجر آكل المرار حين قتل حجر، فظفرت بهم بكر، وكانوا قد دنوا من بلاد اليمن، فأتوا بهم المنذر، فأمر بذبحهم، وهم بالحيرة فذبحوا عند منازل بني مرينى، وكانوا ينزلون الحيرة، وهم قوم من العباد، وفي ذلك يقول امرؤ القيس بن حجر:
ألا يا عين بكي لي شنينًا ... وبكي للملوك الذاهبينا
ملوك بني حجر بن عمرو ... يساقون العشية يقتلونا
الإعراب. الواو: حرف عطف. أتيناهم: فعل وفاعل ومفعول به، والميم علامة جمع الذكور، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها في الأبيات السابقة لا محل لها أيضًا. بتسعة: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وتسعة مضاف وأملاك مضاف إليه. كرام: صفة أملاك. أسلابهم: مبتدأ، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم علامة جمع الذكور. أغلاء: خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية لأملاك، أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم على حد قوله تعالى:{وهذا ذكرٌ مباركٌ أنزلناه}.