للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صار تكون، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، فصار تكن، ثم حذفت النون الساكنة للتخفيف، ولهذا الحذف شروط أنظرها في البيت رقم -٧٥ - من معلقة طرفة. ساءتك: آذتك، إذ الإساءة الإيذاء. خليقة: قال ابن الأنباري: الخليقة والطبيعة والسجية والسليقة، والسوس والنوس كله واحد، أي هو بمعنى الخلق. سلي: شدي واستخرجي. تنسل: بكسر السين وضمها تخرج وتبين عنها، قال تعالى: {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم يسلون} قال خالد بن كلثوم: كان طلاق أهل الجاهلية أن يسل الرجل ثوبه من امرأته، وتسل المرأة ثوبها منه، وقال أبو عبيدة: غنام الثياب تنسل، وهو مثل للصريمة، كقولك: ثيابي من ثيابك حرام، وأقول: هو مثل قول أبي بن خلف لعقبة بن أبي معيط وجهي من وجهك حرام إن لم تكفر بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: إن الثياب هنا كناية عن القلب، وعليه حمل بعض المفسرين قوله تعالى: {وثيابك فطهر} معناه طهر قلبك، كما أراد أمرؤ القيس بالثياب القلوب في قوله:

ثياب بني عوفٍ طهارى نقية ... وأوجههم عند المشاهد غران

وما قول عنترة في البيت ٦٦ عنك ببعيد.

المعنى يقول: أيتها الحبيبة إن آذاك شيء من أخلاقي ففارقيني كما تريدين وتحبين، فإني لا أريد إلا ما أردت، فأنا طوع لك، فإن أردت فراقي أدته، وإن كان يسبب هلاكي، ويجلب موتي، والمعنى على التفسير الثاني للثياب استخرجي قلبي من قلبك يفارقه إن ساءك خلق من أخلاقي، وكرهت خلة من خلالي، فأنا راض بما تفعلين لا أعارضك بشيء فيه سرورك وارتياحك.

<<  <  ج: ص:  >  >>