بذات الصدور} ومثلها كثير، والرفع جاء في قوله تعالى:{فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام} والنصب جاء في قوله تعالى: {سيصلى نارًا ذات لهبٍ} وكل معانيها في القرآن الكريم صاحبة إلا في موضعين، فإنها جاءت بمعنى الجهة، وذلك في قوله تعالى:{وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} الآيتان كلتاهما من سورة الكهف وقد رأيت تثينتها في الآيتين المذكورتين في حالتي النصب والجر، ولم ترد في القرآن بمعنى الجمع، هذا ولم يتعرض النحويون لها بهذا المعنى مع كثرة تعرضهم لذي بمعنى صاحب وتثنيته وجمعه، ولكنهم ذكروا (ذات) بمعنى التي، و (ذوات) بمعنى اللواتي، وذلك في مبحث الاسم الموصول، قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته:
وكالتي أيضًا لديهم ذات ... وموضع اللاتي أتى ذوات
قال الأشموني: أي عند طيئ، ألحقوا بذو تاء التأنيث مع بقاء التاء على الضم، حكى الفراء:(بالفضل ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله به) وقريب منه لابن هشام في أوضحه، وكلاهما أورد بيت رؤية:
جمعتها من أنيق موارق ... ذوات ينهضن بغير سائق
والفرق بين الأولى والثانية، الأولى لا تكون إلا مضافة لما بعدها كما رأيت، بخلاف الثانية، فإنها لا تضاف، لأنها معرفة بالصلة، التي تذكر بعدها، كما في بيت رؤبة، تنبه لهذا وافهمه، فإنه معنى دقيق، وأسأل الله لي المزيد من التوفيق.
المعنى يقول: شربت الخمر من زجاجة صفراء ذات طرائق وخطوط