للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- ٨٢ - من معلقة طرفة. الناذرين: يريد والقائلين: والله إن لقيناه لنقتلنه، يريد أنهما يتوعدانه حين يكون غائبًا عنهما، فأما عند وجوده فلا جراءة لهما على ذلك. لم ألقهما: فقد خففت الهمزة، وحركت ميم لم بالفتح لضرورة الشعر، ورواه ابن الأنباري وحده (إذا لقيتهما) وقال: وإنما قال: إذا لقيتهما، ولم يقل: إذا لقياني، وهو أبين في الكلام، لأن ما لقيك فقد لقيته، وما لقيته فقد لقيك، قال الله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلماتٍ} برفع آدم ونصب كلمات: وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما: {فتلقى آدم من ربه كلمات} أي بنصب آدم، ورفع كلمات، ومعنى القراءتين واحد، وقال تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} وفي قراءة عبده {لا ينال عهدي الظالمون} قال الفراء: معنى القراءتين واحد، لأن ما نلته فقد نالك، وما نالك فقد نلته.

المعنى يقول: أعني بابني ضمضم اللذين يشتمان عرضي من غير أن أشتمهما، واللذين يقولان: لئن لقيناه لنقتلنه، وذلك في حال غيبتي عنهما، وأما في حال وجودي فلا يجرآن على ذلك.

الإعراب. الشاتمي: صفة لابني ضمضم في البيت السابق مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، ويجوز أن يكون منصوبًا على الذم بفعل محذوف، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة، كما يجوز رفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هما الشاتما، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى، والشاتمي مضاف وعرضي مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهذه الإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الواو: واو الحال. لم: حرف نفي وقلب وجزم. أشتمها: فعل مضارع مجزوم بلم، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، والهاء ضمير

<<  <  ج: ص:  >  >>