للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحفد، وليست مرادًا هنا، والدمن البعر والسرجين، والكلام على حذف مضاف، إذا التقدير: أمن دمن أم أوفى، دمنة، لأن (من) هنا للتبعيض، فأخرج الدمنة من الدمن. لم تكلم: أصله لم تتكلم، فحذفت إحدى التاءين كما رأيت في البيت رقم- ٢٥ - من معلقة امرئ القيس، ومعنى لم تتكلم: لم تتبين، والعرب تقول لكل ما ظهر من أثر وغيره تكلم، أي تميز عن غيره، فصار بمنزلة المتكلم، وقيل: بل المراد لم يتكلم أهلها، وهو كلام مقبول في العربية، فيكون في الكلام مجاز. الحومانة: بفتح الحاء الأرض الغليظة: وقيل: الحومانة القطعة من الرمل، وجمعها حومان وحوامين وحومانات. الدراج: بفتح الدال، وقال أبو عمرو بضمها اسم مكان، وقيل: هو ماء لبني فزارة والأول أصح. وكذا المتثلم فهما موضعان بالعالية، وإنما كانت الدمنة في الأرض الغليظة لأنهم كانوا ينزلون فيها ليكونوا بمأمن من السيل، وليسهل عليهم حفر النؤي، وضرب أوتاد الخيام.

المعنى يقول: أمن منازل الحبيبة المكناة بأم أوفى دمنة لم تتبين، ولم يظهر أثرها؟ أو المراد لم يتكلم أهلها كما رأيت وإنما أخرج الكلام في مغرض الشك ليدل بذلك على أنه لبعد عهده بمنازل الأحبة وشدة تغيرها لم يعرفها معرفة قطع وتحقيق.

الإعراب. الهمزة: حرف استفهام إنكاري. من أم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر متقدم، وأم مضاف وأوفى مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على اللف للتعذر. دمنة: مبتدأ مؤخر. لم: حرف نفي وقلب وجزم. تكلم: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهور اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى دمنة، والجملة الفعلية في محل رفع صفة دمنة. بحومانة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>