جدي هاتين القبيلتين المتنازعتين، لذلك صرف عبسًا؛ ، ولو أراد القبيلة لمنعه من الصرف، وأما عدم صرف ذبيان للعملية وزيادة الألف والنون. تفانوا: أفنى بعضهم بعضًا، لأن صيغة تفاعل تدل على ذلك، وانظر إعلال مثله في البيت رقم- ١٨ - دقوا: دق الشيء كسره وطحنه، ويروى (وبقوا) من التبقية. منشم: قال الأصمعي: زعموا أنها امرأة عطارة، فتحالف قوم فأدخلوا أيديهم في عطرها على أن يقاتلوا حتى يموتوا، فقتلوا جميعًا، فتشاءمت العرب بها، وقالوا أبو عمرو بن العلاء: عطر منشم إنما هو التنشيم في الشر، ومنه قولهم: لما نشم الناس في عثمان رضي الله عنه، أي طعنوا فيه ونالوا منه، وقال أبو عبيدة: منشم اسم وضع لشدة الحرب، وليس ثم امرأة، كقولهم: جاؤوا على بكرة أبيهم، وليس ثم بكرة، وقال أبو عمرو الشيباني: منشم امرأة من خزاعة كانت تبيع عطرًا، فإذا حاربوا اشتروا منها كافورًا لموتاهم فتشأموا بها، وقال ابن الكلبي: ابنة الوجيه الحميري، وقيل: هي امرأته، وقال ابن الكلبي أيضًا: من قال منشم بكسر الشين، فهي منشم بنت الوجيه الحميري، كانت تبيع العطر ويتشاءمون بعطرها، ومن قال منشم بفتح الشين فهي امرأة كانت تنتجع العرب تبيعهم عطرها، فأغار عليها قوم من العرب، فأخذوا عطرها، فبلغ ذلك قومها، فاستأصلوا كل من شموا عليه ريح عطرها.
المعنى يقول مخاطبًا ممدوحيه: تلافيتما قبيلتي عبس وذبيان بعد أن أفنى بعضهم بعضا بالسيف، وبعد أن دفوا بينهم عطر منشم؛ هذا وقبيلة ذبيان كانت تحالفت مع قبيلة فزارة التي نسبت الحرب بينها، وبين بني عبس كما رأيت في الكلام على حياة زهير-.
الإعراب: تداركتما: فعل وفاعل، والميم والألف حرفان دالان على التثنية، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. عبسا: مفعول به. وذبيان: معطوف على سابقة بالواو العاطفة. بعد: ظرف زمان متعلق بالفعل السابق.