يا قاسم الخيرات وابن الأخير ... ما ساسنا مثلك من مؤمر
وخير يستعمل مثل أحب وشر بصيغة واحدة للمذكر والمؤنث، ولا يثنى ولا يجمع، لأنه بمعنى أفعل كما تقدم، وأما قول الشاعر:
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد
فإنما ثناه لأنه أراد خيري بالتشديد، فخففه مثل ميت وهين في ميت وهين. موطن: أراد به المشهد من مشاهد الحرب أو السلم، وجمعه مواطن كما في قوله تعالى:{لقد نصركم الله في مواطن كثيرةٍ} العقوق: العصيان وقطيعة الرحم، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:«لا يدخل الجنة عاقٌّ لأبويه» المأثم، يقال: أثم الرجل يأثم إذا أقدم على إثم، أي ذنب وجريمة، ولا تنس أن الإثم اسم من أسماء الخمرة، قال الشاعر:
شربت الإثم حتى ضل عقلي ... كذاك الإثم يذهب بالعقول
المعنى يقول مخاطبًا ممدوحيه: فأصبحتما على خير مشهد من مشاهد هذا الحرب أو السلم، مبرأين فيها من عقوق الأقارب والإثم بسبب قطيعة الرحم، ولا تنس أن معنى أصبحتما صرتما، وليس المراد التوقيت بالصبح.
الإعراب. الفاء: حرف عطف وسبب. أصبحتما: فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. منها: جار ومجرور متعلقان بالفعل أصبح. على خير: جار ومجرور متعلقات بمحذوف في محل نصب خبر أصبح، وخير مضاف إليه، وجملة (أصبحتما ... الخ) معطوفة على ما قبلها في البيت السابق لا محل لها أيضًا. بعيدين: خبر ثان لأصبح منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى والنون عوض من التنوين في