جربتموه، وعرفتم عواقبه ونتائجه من التدمير والفناء. وما هو: الضمير يعود إلى العلم الذي يشعر به قوله: (علمتم) قال تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرًا} فالضمير يعود إلى البخل الذي يشير إليه قوله: (يبخلون) الحديث: أراد به الخبر عن الحرب. المرجم: الأصل في هذه الكلمة الرجم، وهو القذف بالحجارة، ثم قالوا: رجم فلان فلانًا إذا أرادوا شتمه وسبه، ثم قالوا: رجم بالظن، يريدون رمى به، ثم كثر هذا الاستعمال حتى قالوا: رجم ورجم بالتخفيف والتشديد، وهم يريدون ظن، وقالوا: لقد قال فلان هذا الكلام رجمًا، وهم يريدون قاله ظنًا، فقول زهير (المرجم) يريد به المظنون غير المستيقن، قال تعالى في أصحاب أهل الكهف:{سيقولون: ثلاثةٌ رابعهم كلبهم ويقولون خمسةٌ سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب}.
المعنى يقول: ليسن الحرب إلا ما عرفتموها وجربتموها وذقتم مرارتها، والذي أقول ليس بخبر مظنون عن الحرب، وإنما هو الواقع والحقيقة، فهو يحضهم على قبول الصلح، ويخوفهم من الحرب والعودة إليها، ونتائجها الوخيمة.
الإعراب. الواو: حرف استئناف. ما: نافية مهملة. الحرب: مبتدأ. إلا: حرف حصر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. علمتم: فعل وفاعل، والميم علامة جمع الذكور، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، والعائد محذوف، إذ التقدير: إلا التي علمتموها. الواو: حرف عطف. ذقتمو: فعل وفاعل، والميم علامة جمع الذكور، وحركت بالضم لضرورة الشعر، فتولدت واو الإشباع، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة لا محل لها مثلها. الواو: حرف عطف. ما: نافية حجازية تعمل عمل ليس. هو: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم (ما) عنها: جار ومجرور متعلقان بهو لأنه يعود إلى العلم المشعر به