للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما قبلها، ولم يعتد بالألف الزائدة لأنها حاجز غير حصين، فالتقى ساكنان: الألف الزائدة، والألف المنقلة، فأبدلت الثانية منهما همزة، وإعلال اسم الفاعل اليائي مثله، نحو بائع، وذلك لما تقرر من أن عين اسم الفاعل إذا كان واوًا أو ياء، وأعلت في فعله، فإنها تبدل همزة، فكما أعلت عين فعله، وهو (شاك) بقلبها ألفًا، إذ أصلها (شوك) لتحركها وانفتاح ما قبلها أعلت عينه بقلبها همزة، وهو قيتاس مطرد، فإن لم تعل عين الفعل لم تعل في اسم الفاعل أيضًا، نحو عور فهو عاور وعين فهو عاين، ثم دخل (شاوك) القلب المكاني، فصار شاكو، كقولهم: {جُرُفٌ هَارٍ} إذ أصله {جرفٌ هاور} ثم دخله القلب الذاتي فصار شاكي هذا هو القلب الصحيح عند البصريين، وأما ما يسميه الكوفيون قلبًا، نحو جذب وجبذ، فليس بقلب عند البصريين إنما هما لغتان. السلاح: انظر البيت- ٩٤ - من معلقة طرفة. مقذف: غليظ اللحم، ويروى (مقاذف) أي مرامٍ والتقذيف القذف، وهو الرمي بالحجارة، وأراد يقذف به كثيرًا إلى الوقائع. لبد: جمع لبدة، وهي الشعر المتراكب ما بين كتفي الأسد. أظفاره لم تقلم: فهو كناية عن تمام سرح هذا الجيش وقوته.

المعنى يقول: إن حصينًا المذكور قد حمل على الرجل الذي قتله بأخيه في المكان القريب من جيش تام السلاح، يصلح لخوذ المعارك الشديدة، فهو فوي لا يعتريه ضعف، ولا ينقصه سلاح ولا عدة، والمراد بالأسد الجيش كما رأيت، فهو استعارة مكنية على حد قول أبي ذؤيب الهذلي:

وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع

الإعراب. لدى: ظرف مكان متعلق بالفعل شد في البيت السابق، وإن اعتبرته بدلاً من (لدى) الأولى فلست مفندًا، والمعنى لا يأباه، وهذا وعلقه البغدادي بالفعل ألقت على تفسير أم قشعم بالحرب، ومعنى ألقت رحلها

<<  <  ج: ص:  >  >>