ومن يصنع المعروف مع غير أهله ... يلاق الذي لاقى مجير أم عامر
وأم عامر هب كنية الضبع، ويرون قصة تتعلق بالبيت شبيهة كل الشبه بما يلي، قال الأصمعي: دخلت البادية فإذا بعجوز بين يديها شاة مقتولة، وجرو ذئب مقع، فنظرت إليها، فقالت: أتدري ما هذا؟ قلت: لا، قالت: هذا جرو ذئب أخذناه وأدخلناه بيتنا، فلما كبر قتل شاتنا، وقد قلت في ذلك شعرًا، قلت لها: ما هو؟ فأنشدت:
بقرت شويهتي، وفجعت قلبي ... وأنت لشاتنا ولدٌ ربيب
غذيت بدرها، وربيت فينا ... فمن أنبأك أن أباك ذيب؟
إذا كان الطباع طباع سوءٍ ... فليس بنافعٍ فيها الأديب
وقال بعض الحكماء: على قدر المغارس يكون اجتناء الغارس، فأخذه بعض الشعراء، فقال:
لعمرك ما المعروف في غير أهله ... وفي أهله إلا كبعض الودائع
فمستودعٌ ضاع الذي كان عنده ... ومستودعٌ ما عنده غير ضائع
وما الناس في شكر الصنيعة عندهم ... وفي كفرها إلا كبعض المزارع
فمزرعةٌ طابت، وأضعف نبتها ... ومزرعةٌ أكدت على كل زارع
الإعراب. الواو: حرف عطف. من: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يجعل: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى من. المعروف: مفعول به. في غير: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، ويجوز تعليقهما بمحذوف حال من المعروف، وغير مضاف وأهله مضاف إليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يكن: فعل مضارع ناقص جواب الشرط مجزوم. حمده: اسم يكن، والهاء مضاف إليه. ذما: خبر يكن. عليه: جار