وقال ابن عصفور في الممتع: أما أمهه، فمنهم من يجعل الهاء فيه زائدة، ومنهم يجعلها أصلية فالذي يجعلها زائدة يستدل على ذلك بأنها في معنى الأم، وأورد بيت قصي، إلا أن الفرق بين أمهه وأم، أن أمهه تقع في الغالب على من يعقل، وقد تستعمل فيما لا يعقل، وذلك قليل جدًا، نحو قول السفاح بن بكير:
قوال معروفٍ وفعاله ... عقار مثنى أمهات الرباع
وأم يقع في الغالب على ما لا يعقل، وقد يقع على العاقل، نحو قول جرير:
لقد ولد الأخيطل أم سوء ... على باب استها صلب وشام
ومما يدل أيضًا على زيادة الهاء في أمهه قولهم: أم بينته الأمومة بغير هاء، ولو كانت أصلية لثبتت في المصدر، والذي يجعلها أصلية يستدل على ذلك بما حكاه صاحب العين من قولهم: تأمهت أمًا، فتأمهت تفعلت بمنزلة تنبهت مع أن زيادة الهاء قليلة جدًا، فمهما أمكن جعلها أصلية، كان ذلك أولى فيها، والصحيح أنها زائدة، لأن الأمومة حكاها أئمة اللغة، وأما تأمهت فانفرد بها صاحب العين، وكثيرًا ما يأتي في كتاب العين ما لا ينبغي أن يؤخذ به لكثرة اضطرابه وخلله. اهـ.
المعنى يقول: أعرضت عنا هريرة حالة كونها غير مكلمة لنا، ما أجهل أم خليد حبل من تصل إذا لم تصلنا، ونحن نحبها، أي ما أجدرها بحبنا، ولكنها تتجاهل ذلك.
الإعراب: صدت: فعل ماض، والتاء للتأنيث. هريرة: فاعل. عنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة (صدت هريرة عنا) مستأنفة لا محل