١٨ - لما رأى واشق إقعاص صاحبه ... ولا سبيل إلى عقل، ولا قود
١٩ - قالت له النفس: إنى لا أرى طمعًا ... وإن مولاك لم يسلم، ولم يصد
٢٠ - فتلك تبلغني النعمان، إن له ... فضلًا على الناس، في الأدنى، وفي البعد
٢١ - ولا أرى فاعلًا في الناس يشبهه ... وما أحاشي من الأقوام من أحد
٢٢ - إلا سليمان إذ قال الإله له ... قم في البرية فاحددها عن الفند
٢٣ - وخيس الجن، إني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد
٢٤ - فمن أطاع فأعقبه بطاعته ... كما أطاعك، وادلله على الرشد
٢٥ - ومن عصاك، فعاقبه معاقبة ... تنهى الظلوم، ولا تقعد على ضمد
٢٦ - إلا لمثلك، أو من أنت سابقة ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد
٢٧ - واحكم كحكم فتاة الحي، إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد الثمد
٢٨ - قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا، ونصفه فقد
٢٩ - يحفه جانبًا نيق، وتتبعه ... مثل الزجاجة، لم تكحل من الرمد
٣٠ - فحسبوه، فألفوه كما حسبت ... تسعًا وتسعين، لم تنقص ولم تزد
٣١ - فكملت مائة فيها حمامتها ... وأسرعت حسبة في ذلك العدد
٣٢ - أعطى لفارهة حلو توابعها ... من المواهب، لا تعطى على نكد
٣٣ - الواهب المائة الأبكار زينها ... سعدان توضح في أوبارها اللبد
٣٤ - والساحبات ذيول المرط فنقها ... برد الهواجر كالعزلان بالجرد
٣٥ - والخيل تمزع غربًا في أعنتها ... كالطير تنجو من الشؤ بوب ذي البرد
٣٦ - والادم قد خيست فتلًا مرافقها ... مشدودة برحال الحيرة الجدد
٣٧ - فلا لعمر الذي قد زرته حججًا ... وما هريق على الأنصاب من جسد
٣٨ - والمؤمن العائذات الطير تمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسند
٣٩ - ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطي إلى يدي
٤٠ - إذن فعاقبني ربي معاقبة ... قرت بها عين من يأتيك بالحسد