للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تُحْصَى، جعلَنَا الله ممن وفقه للقيام بحقه، وأعانه على أداء ما افترض وأحَبَّهُ، إنه القادر على ذلك لا إله غيره.

يقول عليُّ بن محمد بن هُذَيل: إنَّ المقرئ أبا محمدٍ قاسمَ بنَ فِيرُّه بن أبي القاسم الرُّعيني أيده الله بطاعته، وأمده بتوفيقه ومعونته، قرأ عليَّ القرآنَ من فاتحته إلى خاتمته ختمةً واحدةً مذاهب الأئمة السبعة رحمهم الله.

رُوِي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: «كان -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناسِ في الخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان لأن جبريل صلى الله على نبينا وعليه كان يَلْقاهُ في كلِّ ليلةٍ من رمضانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِض عليه -صلى الله عليه وسلم- القرآنَ، فإذا لقِيَهُ جبريلُ كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ بالخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ المُرْسَلةِ» (١).

وروي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: «اقرأْ عليَّ، فقلتُ: أقرأُ عليكَ، وعليكَ أُنْزِلَ القرآنُ، قال: إنِّي أُحِبُّ أنْ أَسْمَعَهُ من غَيري، قال: فافتتحتُ سورةَ النِّساء، فلما بلغتُ {فكيف إذا جِئنا مِنْ كلِّ أمةٍ بشهيدٍ وجِئْنَا بِك على هؤلاء شهيداً}، قال: قال: فرأيتُهُ وعينَاهُ تَذْرِفانِ، فقال لي: حَسْبُك» (٢).

وروي أن -صلى الله عليه وسلم- «قال لأُبي بن كعبٍ: إنِّي أُمِرْتُ أنْ أَقرأَ عليكَ القرآنَ، قال: قلتُ: يا رسول الله ذَكَرَني اللهُ وسَمَّانِي باسمي، قال: نعم، قال: فجعلَ أُبَي يضَحْكُ ويبكي، ثم قال: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا» (٣).


(١) رواه البخاري في صحيحه كتاب الصوم/ باب أجود ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكون في رمضان ١/ ٣٢٥٠.
(٢) رواه البخاري في صحيحه/ باب قول القارئ للقارئ حسبك ٣/ ٢٣٥٠.
(٣) رواه البخاري في صحيحه/ باب مناقب أبي بن كعب ٢/ ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>