للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل:

فأما قوله تعالى {هَذِهِ} (١) فلا تمال لأنها مشبهةٌ بهاء الإضمار، ولذلك كانت في الوقف والوصل هاء، وكسر ماقبلها لأنَّ أصلها هذي، وقيل: لما كانت هاؤها بدلاً من تاءٍ وخالفت هاءات التأنيث لأنها لاترجع في الوصل تاءً خولف بينها وبين سائر هاءات التأنيث فكسر ما قبلها، ولا تجد لها نظيراً.

فصل:

وأما هاء السكت فإنَّ ابن مجاهدٍ [وجميع أصحابه] (٢)، وأكابر أهل الأداء لا يجيزون إمالتها وسبب ذلك أنَّ هاء السكت [لاتشبه الألف من حيث أشبهتها هاء التأنيث ولاتشبه هاء التأنيث أيضاً لأنَّ ماقبلها مختلف الحركة، ولأنَّ هذه هاءً في الوقف، وتاءً في الوصل بخلاف هاء السكت] (٣)، وعلى هذا معوُّل الشيخ رحمه الله وقد ذهب إلى إمالتها ذاهبون وشبهوها بهاء التأنيث من جهة سكونها، وأنها لا توجد في حال الاختيار إلا في الوقف كهاء التأنيث، وأنهما زائدتان، وأنهما في آخر الكلام.

وأجيب هؤلاء بأنَّ هاء السكت دخلت لبيان الحركة، والإمالة تمنع البيان لأنها تقرب الحركة من الكسرة، ولهم أن يقولوا: إنَّ الحركة باقية، وإن قربت من الكسرة فقد حصل الغرض المطلوب وهو الإعلام بأنَّ الحرف متحرك بهما فالحال في الإعلام سواءٌ في حالتي الفتح والإمالة، ألا تراهم


(١) الآية (٣٥) من سورة البقرة وغيرها.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ت).
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>