للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخصوص في موجود نحو قوله: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِيئن} (١)، وقد حمل على إحياء أموات، وإماتة أحياء.

وإن حمل على العموم فهو تغليبٌ للموجودات على المعدومات للاشتراك الذي بينها كما غُلِب من يعقل، و يكون الأمر في حالة الايجاد غير متقدم/ عليها، وأيضاً فالعرب تشير إلى المتوقع كالإشارة إلى الواقع تقريباً لأمره.

وأيضاً فإنَّ المعدوم معلومٌ لله عزوجل موجودٌ في عِلْمِه، وإن لم يكن موجوداً عندنا وقد خاطبوا مالايعقل خطاب مَنْ يعقل؛ فالمعدوم إذا كان معلوم الوجود أولى، ثم على تسليم أنه خبرٌ لاأمر فالنصب في الواجب قد جاء عن العرب، وأنشد سيبويه (٢):

ثُمَّت لاتجزونني عند ذاكم … ولكن سَيَجزيني المليك فيُعْقِبَا

وأنشد (٣):

سأترك منزلي لبني تميم … وألحق بالحجاز فأستريحا

وأنشد لطرفة (٤):

لنا هضْبة لاينزل الذُّلُ وسطها … ويأوي إليها المستجيُر فيُعْصَمَا

واعلمْ أنَّ هذا كلام غير شافٍ في الجواب لأنَّ الخصم يتنزل على ذلك ويقول لايوجد مثل هذا في هذه القراءة من أجل اتفاق الفعلين، فالمأمور يكن هو المضمر في فيكون وأنا أقول.


(١) الآية ٦٥ من سورة البقرة.
(٢) البيت للأعشى وهو في ديوانه ص/ ٩٠، وانظر الكتاب لسيبويه ٣/ ٣٩.
(٣) البيت للمغيرة بن حبناء كتاب سيبويه ٣/ ٣٩، الخزانة ٣/ ٦٠٠، أمالي الشجري ١/ ٢٧٩، والهمع ١/ ٧٧.
(٤) تقدم ذكر البيت في الصفحة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>