للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حركة المدغم، والإشمام عندهم كالإشمام السابق في الوقف، وهو ضمُّ الشفتين من غير إحداثِ شيءٍ في النون، وتكون الإشارة على هذا القول بعد الإدغام، وأجازوا أيضاً أن يُؤْتى بذلك بعد سكون النّون المدغمة كما يؤتى

به بعد سكون الرَّاء من قديرٍ عند الوقف، فيقع ذلك قبل كمال الإدغام.

وإلى هذا القول ذهب محمد بن جرير وجماعةٌ من النحاة، وعبد الباقي بن الحسن، ومحمد بن علي، وجماعة من المقرئيين.

قال أبو عمرو عثمانُ: واللفظ بذلك يتصعب على الوجهين، ويبْعُدُ لتداخل المُدْغَمِ والمدْغَم فيه وكونهما كالشيء الواحد، وإلى هذا الوجه أشار بقوله: «وأدغم مع إشمامها البعض عنهم»، وليس هذا الوجه في التيسير.

ويرتع مِنْ رَتَعَ يَرْتَعُ أي: يَرْتَعُ يوسفُ ويلعبُ، قال أبو عُبيدة:

يَرْتَع يلْهُ، ورتع أيضاً إذا اتَّسع في الخصب، وكلُّ مخصِبٍ راتِعٌ أي: يَنْعَمُ، وهي قراءة الكوفيين، وقراءة أبي عمروٍ وابن عامر {نَرْتَع ونَلْعَبْ} (١) بالنون والإسكان، وذلك ظاهر، وقراءة ابن كثيرٍ أصلها نرتعي نفتعل من الرَّعْي، وهو أحد الوجهين عن قنبل، وكذلك قراءة نافع أصلها يرتعي يفتعل.

أبو علي (٢): «مَنْ قرأ نرتع فَعَلَى ترتع إبلنا، أو على أنها تنال هي ونحن ما نحتاج إليه، فأما نلعب فحكى أنَّ أبا عمروٍ قيل له: كيف تقول: ونلعب وهم أنبياءُ، فقال: لم يكونوا يومئذ أنبياءً.


(١) الآية ١٢ من سورة يوسف.
(٢) الحجة ٤/ ٤٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>