للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨ - باب الستر]

ــ

الجواب ما نقل عن ابن الجوزي: أن الإشارة في الحديث إلى أول البناء ووضع أساس المسجدين، وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة، ولا سليمان أول من بنى بيت المقدس، فقد روينا: أن أول من بنى الكعبة آدم عليه السلام، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس، ثم إبراهيم عليه السلام بنى الكعبة.

وقال الشيخ (١): قد وجدت ما يشهد له، فذكر ابن هشام في (كتاب التيجان): أن آدم عليه السلام لما بنى الكعبة أمره اللَّه بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه، وبناء آدم البيت مشهور، كذا في بعض الشروح.

وقال الطيبي (٢): الوضع غير البناء، ومعنى وضع اللَّه إياه: جعله متعبدًا، فيكون وضع بيت المقدس بهذا المعنى في علم اللَّه سبحانه أربعين سنة بعد المسجد الحرام، هان كان بين البنائين مدة متطاولة، ولا يخفى ما فيه من البعد، وقال البيضاوي (٣): أي وضع للعبادة وجعل متعبدًا، واللَّه أعلم.

[٨ - باب الستر]

أي ستر العورة، فإنه شرط لصحة الصلاة، وإن كان في مكان خال، وفي غير حالة الصلاة يجب سترها عن أعين الناس ممن يحرم نظره، وقد بين في الباب أحكام مطلق اللباس في الصلاة، أعم من ستر العورة استطرادًا، والمقصود هو بيان الستر.


(١) انظر: "فتح الباري" (٦/ ٤٠٩)، و"مرقاة المفاتيح" (٢/ ٦٢٩).
(٢) "شرح الطيبي" (٢/ ٢٦٣).
(٣) "البيضاوي" (١/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>