للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣١ - باب صلاة الليل]

ــ

قدم في الترجمة ذكر الصلاة بعد الجمعة على الصلاة قبلها على خلاف عادة رعاية المناسبة، انتهى.

وهذا الكلام قريب مما قال صاحب (سفر السعادة) (١): وإن من أثبت السنة في الجمعة أثبتها بالقياس على الظهر، ولا يخفى أن هذا الطريق الذي ذكر في (فتح الباري) ليس بقياس، بل هذه السنة هي التي كانت في الظهر أبقيت في الجمعة لكونها بدلها، فافهم. وباللَّه التوفيق. وذكر في (فتح الباري) (٢): أن أقوى ما يتمسك به في مشروعية الركعتين قبل الجمعة عموم الحديث الذي صححه ابن حبان عن عبد اللَّه بن الزبير -رضي اللَّه عنهما- أنه قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان، انتهى.

[٣١ - باب صلاة الليل]

اعلم أنه قد جاءت الروايات في صلاته -صلى اللَّه عليه وسلم- بالليل مختلفة، وكانت صلاته فيه متنوعة كمية وكيفية، وقد ذكر منها صاحب (سفر السعادة) (٣) ثمانية أنواع، وزدنا في شرحه أنواعًا أخر، والمتعبد مخير أيها يختار يدرك شرف المتابعة، أو يفعل كلًّا منها في أوقات مختلفة، ولعل هذا أولى وأوفق، وهي مذكورة في ذلك الكتاب مفصلًا فراجع إليها، وبعضها مذكور في هذا الكتاب فجاءت ثلاثة عشر وإحدى عشر وتسعًا وسبعًا، وقال بعض العلماء: خمسًا أيضًا، ولم نر في ذلك حديثًا، ولم يكن أكثر من ثلاثة عشر، فقيل: مع ركعتي سنة الفجر، وقيل: بدونها، وقد وردت الروايات بكل منهما،


(١) انظر: "سفر السعادة" (ص: ١١٧).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٤٢٦).
(٣) انظر: "سفر السعادة" (ص: ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>