٢٦١٨ - [١](جابر) قوله: (لتأخذوا) هي لام الأمر دخل على أمر المخاطب كما في قوله تعالى: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}[يونس: ٥٨]، أو لام التعليل والمعلل محذوف، أي: فعلت ما فعلت لتأخذوا.
وفي الحديث دليل على جواز الرمي راكبًا، وقال في (الهداية): وكل رمي بعده رمي فالأفضل أن يرميه ماشيًا، وإلا فيرميه راكبًا؛ لأن الأول بعده وقوف ودعاء، فيرمي ماشيًا ليكون أقرب إلى التضرع، وبيان الأفضل مروي عن أبي يوسف رحمه اللَّه (١).
فعلى هذا يرمي جمرة العقبة راكبًا، سواء كان في يوم النحر أو في أيام بعده لأنه ليس بعده رمي، وحكي عن إبراهيم بن جراح أنه قال: دخلت على أبي يوسف في مرضه الذي مات، ففتح عينه فقال: الرمي راكبًا أفضل أم ماشيًا؟ فقلت: ماشيًا، فقال: أخطأت، فقلت: راكبًا، قال: أخطأت، ثم قال: كل رمي بعده وقوف فماشيًا أفضل، وما ليس بعده وقوف فراكبًا أفضل، فقمت من عنده فما انتهيت إلى باب الدار حتى سمعت الصراخ بموته، فتعجبتُ من حرصه على العلم في مثل تلك الحالة.
هذا والذي جاء في الأحاديث الصحيحة أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- رمى جمرة العقبة يوم النحر