للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الْفَصْلُ الثَّانِي:

١٦١ - [٢٢] عَنْ رَبِيعَةَ الجُرَشِيِّ قَالَ: أُتِي نَبِيُّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقِيلَ لَهُ: لِتَنَمْ عَيْنُكَ وَلْتَسْمَعْ أُذُنُكَ وَلْيَعْقِلْ قَلْبُكَ، قَالَ: "فَنَامَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنايَ وَعَقَلَ قَلْبِي، قَالَ: فَقِيلَ لِي: . . . . .

ــ

الفصل الثاني

١٦١ - [٢٢] قوله: (ربيعة الجرشي) بضم الجيم وفتح الراء والشين المعجمة.

وقوله: (أتي نبي اللَّه) بصيغة المجهول، أي: أتت عليه ملائكة فقالوا له: (لتنم (١) عينك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك) الكلمات الثلاث على صيغة الأمر الغائب، ومضمون هذا الحديث مضمون حديث جابر الخامس من أحاديث الفصل الأول، فيكون حاصل المعنى: أن العين وإن كانت نائمة لكن الأذن سامعة والقلب يقظان، فاضربوا به المثل فإنه يسمعه ويعقله، لكنها أوردت على صيغ الأمر، وأسندت إلى الجوارح قريبًا من قولهم: أبصرت بعيني، وكتبت بيدي، وفيه من المبالغة في حصول معانيها ما لا يخفى، فافهم.

وقوله: (فنامت عيني وسمعت أذناي وعقل قلبي) لعل إفراد العين لأن العينين لما نامتا عدمتا وصارتا في حكم الواحد؛ لأن الأعدام لا تمايز بينها، وتثنية الأذنين إشارة إلى كمال إدراكهما فرادى، وأما إفراد القلب فظاهر.


(١) قال الطيبي في شرح هذا الكلام (١/ ٣٢٢): أي: لا تنظر بعينك إلى شيء، ولا تصغ بإذنك إلى شيء، ولا تجر شيئًا في قلبك، أي: كن حاضرًا حضورًا تامًّا لتفهم هذا المثل، فأجابه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأني قد فعلت ما تأمرني، والأوامر الثلاثة واردة على الجوارح ظاهرًا، وهي في الحقيقة له -صلى اللَّه عليه وسلم-، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>