٣٢٠٤ - [٣](عمر بن الخطاب) قوله: (لا تغالوا) غلا غلاءً فهو غالٍ ضد رخُصَ، والمراد لا تكثروا (صدقة النساء) بضم الدال بمعنى الصداق كما مر، في بعض النسخ:(صدقات النساء)، والضمير في (إنها) للمغالاة، و (المكرمة) بفتح الميم وضم الراء بمعنى الكرم.
وقوله:(على أكثر من اثنتي عشرة أوقية) لم يذكر الكسر، وهو النَّشُّ، وأما ما روي من نكاح أم حبيبة بأربعة الآف درهم فكان من قبل النجاشي من ماله إكرامًا له -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد ورد أن امرأة قالت حين قاله عمر -رضي اللَّه عنه-: كيف ذلك وقد قال اللَّه تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا}؟ [النساء: ٢٠] فقال عمر -رضي اللَّه عنه-: كلُّكم أعلمُ من عمر، فكان هذا تواضعًا منه -رضي اللَّه عنه-، وإلا فالكلام كان في الأفضل والأولى، لا في أصل الجواز، فلا يرِدُ ما قالت، وما ذكر في الآية مبالغة في عدم الأخذ.