في متممات ولواحق للأبواب السابقة من غير ترجمة، وفي بعض النسخ:(باب في سعة رحمة اللَّه)، وهذه الترجمة تناسب أحاديث الباب.
الفصل الأول
٢٣٦٤ - [١](أبو هريرة) قوله: (لما قضى اللَّه الخلق) أي: خلق وقدَّر وحكم بأحكامه، كقوله تعالى:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}[فصلت: ١٢]، وقد سبق تحقيق معنى القضاء والقدر في موضعه.
وقوله:(إن (١) رحمتي سبقت غضبي) وذلك لأن آثار رحمة اللَّه وَجوده وإنعامه عمت المخلوقات كلها وهي غير متناهية، بخلاف أثر الغضب فإنه ظاهر في بعض بني آدم ببعض الوجوه، كما قال:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النحل: ١٨]، وقال:{عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف: ١٥٦]، وأيضًا تهاوُن العباد وتقصيرهم في أداء شكر نعمائه تعالى أكثر من أن يعدّ ويحصى، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ
(١) بالكسر ويفتح، قال العسقلاني: بفتح "أن" على الإبدال من الكتاب، وبكسرها على أنها حكاية بمضمون الكتاب، قلت: يؤيد الثاني رواية الشيخين بلفظ: "إن رحمتي تغلب غضبي"، قاله القاري، (٤/ ١٦٣٨).