للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

٥٨٠١ - [١] عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ، وَلَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلَا: أَلَّا صَنَعْتَ؟ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٦٠٣٨، م: ٢٣٠٩].

ــ

الفصل الأول

٥٨٠١ - [١] (أنس) قوله: (خدمت) من باب نصر وضرب.

وقوله: (فما قال) أي: فيما يتعلق بالخدمة (أف) هو صوت يدل على التضجر مما يكره ويستقذر، وقيل: اسم للفعل الذي هو الضجر، وصحح في النسخ بالجر مشددًا منونًا وغير منون، وقال البيضاوي (١): هو مبني على الكسر لالتقاء الساكنين، يعني بين الفائين، وتنوينه في قراءة نافع وحفص للتنكير، وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب بالفتح على التخفيف، وقرئ به منونًا ويالضم للإتباع كمنذ منونًا وغير منون، وقال في (القاموس) (٢): لغاتها أربعون، وعدها، وقد جاء الأف بمعنى: قُلامة الظفر، أو وسخه، أو وسخ الأذن، وما رفعته من الأرض من عود أو قصبة، أو الأف: وسخ الأذن، والتُّفُّ: وسخ الظفر، أو الأفُّ معناه: القلة، والتُّفُّ: إتباع، كذا في (القاموس).

وقوله: (لم صنعت؟ ) زجرًا عما صنع.

وقوله: (ولا ألا صنعت؟ ) تحضيضًا على صنعه، يعني مع أنه كان يقع مني التقصير في الخدمة في بعض الأحيان، وأرتكب أمرًا يوجب توجه الاعتراض ما زجرني ووبخني كما يفهم من حديثه في أول (الفصل الثاني)، وفي هذا كمال خلقه وسماحته -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) "تفسير البيضاوي" (١/ ٥٦٨).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٧٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>