للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الأخلاق، وليس كما توهم بعضهم أنه لا دخل له فيه، كما في تغير الخلق الظاهر، وإلا لبطلت فائدة الشرائع وبعث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لكن ما كان جبليًّا راسخًا في الطبع صَعُبَ تغيره حتى كاد يعد متعذرًا، وإليه الإشارة بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إذا أخبرتم بأن جبلًا زال عن مكانه فصدقوه، وإذا أخبرتم بأن رجلًا زال عن خلقه فلا تصدقوا) (١)، أو كما قال، وما حصل من اعتياد أو صحبة الأشرار فيزول بالرياضة في اعتياد ضده، وملازمة صحبة الأخيار على أن قول القائل: لا يتغير الخلق الظاهر فلا يتغير الخلق الباطن؛ الملازمة ممنوعة، وهو قياس فاسد على أنه قد تتغير الصورة الظاهرة بأسباب وعوارض، فكذا الباطنة، نعم ما رسخ وغلب من الأخلاق والصفات في النفس صَعُبَ إزالتها وتهذيبها مع ما في الطبع والنفس من شدة المزاحمة والمعارضة لأحكام الشرع والعقل، فافهم وباللَّه التوفيق.

والشمائل: جمع شمال بالكسر، وهو الطبع، كذا في (القاموس) (٢)، وفي (شرح الشفا) (٣): الشمائل جمع شمال بكسر الشين، وهو الخلق، وفي (الصراح) (٤): شمال بالكسر: دست جب، وخو وعادت، ويجمع الشمال بمعنى ضد اليمين على أشمل وعلى شمائل أيضًا، كما في قوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا} [النحل: ٤٨]، والشمال بالفتح، وقد يكسر: الريح الذي مهبه بين مطلع الشمس وبنات النعش.


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٦/ ٤٤٣).
(٢) "القاموس المحيط" (ص: ٩٣٨).
(٣) "شرح الشفا" (١/ ٤٤).
(٤) "الصراح" (ص: ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>