للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[(١٥) كتاب الأيمان والنذور]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

١٥ - كتاب الأيمان والنذور

(الأيمان) جمع يمين بمعنى الحلف، قالوا: إنما سُمِّي بها لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون، وهذا يدل على أن أصله اليمين بمعنى اليد اليمنى، ويجوز أن يعتبر الأصل اليُمْن بمعنى البركة والقوة؛ فإن اليمين تقوية الخبر بذكر اللَّه تعالى، ويلزمه التبرك باسمه سبحانه، والمشهور أن قولهم: ايمُنُ اللَّهِ جمعُ اليمين، وربما حذفوا منه النون، فقالوا: آيمُ اللَّهِ بالفتح والكسر، وربما حذفوا منه الياء أيضًا، وقالوا: آمُ اللَّه، وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة، وقالوا: مُ اللَّهِ، ثم يكسرونها لأنها صارت حرفًا واحدًا فيشبهونها بالباء، فيقولون: مِ اللَّهِ، وربما قالوا: مُنُ اللَّهِ بضم الميم والنون، ومَنَ اللَّه بفتحهما، ومِنِ اللَّه بكسرهما.

قال أبو عبيدة: كانوا يحلفون باليمين أيضًا، ويقولون: يمينُ اللَّهِ لا أفعلُ كذا، ثم يجمع اليمين على أيمن، وحلفوا فقالوا: أيمنُ اللَّهِ لأفعلنَّ كذا، كذا في (الصحاح) (١)، فعلى تقدير كونه جمعًا همزته همزة قطع، وقد يخفف وتسقط في الوصل لكثرة الاستعمال، وقال بعضهم: هي كلمة بنفسها لليمين من غير أن يكون جمع يمين، فهمزتها همزة الوصل، والتصرف فيها بما ذكرنا يدل ظاهرًا على هذا القول.


(١) "الصحاح في اللغة" (٦/ ٢٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>