ويمكن أن يكون ورود تلك الأحاديث بعد هذه القضية، واللَّه أعلم.
وقوله:(ببلالها) البلال ككتاب: الماء، وَيُثَلَّث، وكل ما يبل، والمراد أداء حق الرحم بقدر ما يتيسر، وقد مرت هذه الكلمة في (باب البر والصلة).
وقوله:(ما شئت من مالي) قيل: لم يكن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذا مال خصوصًا بمكة، فالمراد ما يملكه من الأمور وينفذ تصرفه فيه، ويحتمل أن اللفظ (مما لي) فكتب منفصلًا، انتهى.
أقول: المال يطلق على القليل والكثير، والجزم بأنه لم يكن له -صلى اللَّه عليه وسلم- شيء من المال أصلًا لا يخلو عن شيء، وقد ثبت تجارته في بعض الأحيان وإن كان قبل هذه الحال، مع أن إمكان حصوله يكفي في هذا القول، أي: سليني ما شئت من مال إن كان لي، وهذا ظاهر.