للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥ - باب الاعتصام بالكتاب والسنة]

ــ

[٥ - باب الاعتصام بالكتاب والسنة]

عصم يعصم من ضرب يضرب: منع ووقى، فالعصمة بمعنى المنعة، والعاصم المانع، وفي قول أبي طالب في مدح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ثِمال اليتامى عصمة للأرامل، أي: يمنعهم من الضياع والحاجة، وعصموا مني دماءهم وأموالهم، أي: منعوا، والعصمة من اللَّه: دفع الشر، فالاعتصام بمعنى الامتناع، ولهذا المعنى يفسر بالاستمساك إذ به يمتنع الرجل عن الآفات والمعاصي التي تهلكه، قال في (القاموس) (١): اعتصم باللَّه: امتنع بلطفه من المعصية، وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران: ١٠٣]، أي: تمسكوا بالقرآن والسنة، وقيل: بعهده.

وفي (مجمع البحار) (٢): {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} أي: التجؤوا إلى اللَّه بطاعته ليحميكم، واعتصم هكذا: التجأ إليه، وفي الدعاء: أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، أي: حافظ لجميع أموري، فإن فسد فسد جميع الأمور، أي: يتمسك ويتقوى به في الأمور كلها، وبالجملة المراد ههنا التمسك بالكتاب والسنة واعتقادهما والعمل بهما، والاجتناب عن البدع والأهواء.

والسنة في الأصل: الطريقة والسيرة، وفي الشرع: يراد بها ما أمر به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ونهى عنه، وندب إليه قولًا وفعلًا مما لم يأت به الكتاب العزيز، وقد يراد به المستحب سواء دل عليه كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس، ومنه سنن الصلاة، وقد يراد به ما واظب عليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مما ليس بواجب، فهي ثلاث اصطلاحات، كذا في (مجمع البحار).


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٤٩).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٣/ ٦١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>