للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الْفَصْلُ الثَّانِي:

٥٠١١ - [٩] وَعَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَتَّي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ". رَوَاهُ مَالِكٌ. وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ".

ــ

الفصل الثاني

٥٠١١ - [٩] (معاذ بن جبل) قوله: (يغبطهم الأنبياء والشهداء) قالوا في توجيهه: إنه قد يوجد في المفضول صفة لا توجد في الفاضل، مع اتصاف الفاضل بصفات وكمالات يمحو في جنبه أضعاف أضعاف أضعاف ما في المفضول، فيتمنى الفاضل ما في المفضول أيضًا، ليضمه إلى ما له، وذلك لشدة حرصه على الاتصاف بالكمالات وغاية شوقه إلى قرب اللَّه رافع الدرجات، وإن المراد بالغبطة الاستحسان والثناء عليهم لا معناها الحقيقي، وهو تمني مثل ما للغير، وإن الكلام على الفرض والتقدير، أي: لو كان للفريقين غبطة على أحد لكان على هؤلاء، وإن هذا في المحشر قبل أن يدخلوا الجنة ويفوزوا بنعيمها وينالوا بدرجات القرب، وقد وقع في صفة هؤلاء أنهم لا يخافون ولا يحزنون، ويكونون في أمن وفراغ، وأما غيرهم فالنبييون مهتمون بأممهم، والأمم مشتغلون بأنفسهم. هذا ملخص ما ذكروه، ولا يخفى أن لا محذور في غبطة الشهداء إياهم، وعدم نيلهم درجاتهم، فلعل قتلى محبة اللَّه يفضلون على قتلى السيف في سبيل اللَّه، واللَّه أعلم.

ثم اعلم أن المذكورين ممن أنعم اللَّه في الآية الكريمة: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: ٦٩] أربعة

<<  <  ج: ص:  >  >>