٢٣٢٣ - [١](أبو هريرة) قوله: (وأتوب إليه) زيادة هذا قد يسدُّ باب تأويل الحديث بأن الاستغفار منه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان لأمته كما سنذكره في الحديث الآتي، اللهم إلا أن يراد طلب التوبة لهم، إذ المراد المعنى اللغوي بالرجوع إلى اللَّه تعالى بتوفيق التوبة لهم وقبولها عنهم، واللَّه أعلم (١).
(١) قال ابن الملك: توبته -صلى اللَّه عليه وسلم- كل يوم سبعين مرة واستغفاره ليس لذنب؛ لأنه معصوم، بل لاعتقاد قصوره في العبودية عما يليق بحضرة ذي الجلال والإكرام، وحثٌّ للأمة على التوبة والاستغفار، فإنه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع كونه معصومًا، وكونه خير المخلوقات، إذا استغفر وتاب إلى ربه في كل يوم أكثر من سبعين مرةً فكيف بالمذنبين، والاستغفار طلب المغفرة بالمقال والفعال جميعًا، والمغفرة من اللَّه أن يصون العبد من أن يمسه عذاب. قال علي -رضي اللَّه عنه-: كان في الأرض أمانان من عذاب اللَّه، فرفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به. أما المرفوع فرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأما الباقي منهما فالاستغفار قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: ٣٣] أقول: إذا كان الاستغفار ينفع الكفار، فكيف لا يفيد المؤمنين الأبرار؟ وقيل: استغفاره -صلى اللَّه عليه وسلم- من ذنوب الأمة فهو كالشفاعة لهم.