للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

٥٨٦٨ - [١] عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤُوْسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمِهِ أَبْصَرَنَا، فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ (١)! مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٣٦٥٣، م: ٢٣٨١].

ــ

وخرج بقيد مدعي النبوة الكرامات والمعونات، والسحر ليس بخارق العادة حتى يخرج، وأيضًا يخرج ما يظهر على يد مدعي الربوبية كالدجال، فإنه قد يظهر على يد مدعي الربوبية من الخارق ما يوافق دعواه لعدم الالتباس بخلاف مدعي النبوة، ولكنها لا تسمى معجزة، فتدبر.

ثم اعلم أن معجزاته -صلى اللَّه عليه وسلم- كثيرة بحيث لا تعد ولا تحصى، ولا تنحصر في عدد، ولكن قد ضبط العلماء قدر ما بلغ علمهم بذلك، ونحن اقتصرنا على شرح ما ذكر في الكتاب، وباللَّه التوفيق.

الفصل الأول

٥٨٦٨ - [١] (أنس بن مالك) قوله: (نظر إلى قدمه) بأن يجعل بصره في موضع قدمه ثم ينظر، فافهم.

وقوله: (اللَّه ثالثهما) يعني بالنصر والمعونة، فيكون في قوة قوله تعالى لموسى وهارون: {إِنَّنِي مَعَكُمَا} [طه: ٤٦] لكنه جعل ذاته تعالى أحد الثلاثة مبالغة في المعية كأن كل واحد منهم مشترك فيما له وعليه، ثم استشكل بأن في قوله: (اللَّه ثالثهما) إطلاق الثالث على اللَّه سبحانه، وقد كفر القائلون بذلك في قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ


(١) في نسخة: "يَا بَا بَكْرٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>