للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الْفَصْلُ الثَّانِي:

٥٤٤٨ - [١٢] عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يتقاربَ الزَّمانُ، فَتَكُونُ السَّنةُ كالشهرِ، والشَّهرُ كالجمعةِ، وتكونُ الجمعةُ كَاليومِ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرْمَةِ بِالنَّارِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: ٢٣٣٢].

ــ

الفصل الثاني

٥٤٤٨ - [١٢] (أنس) قوله: (حتى يتقارب الزمان) قد سبق لهذه العبارة معاني محتملة، ولما وقع في صريح الحديث تفسيره بما ذكر من قوله: (فيكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة. . . إلخ)، وجب الاقتصار عليه كما لا يخفى.

وقوله: (وتكون الساعة كالضرمة) هي بفتح معجمة وسكون الراء: الشعلة الواحدة من النار، يقال: ضرمت النار: اشتعلت، وبفتح الراء: حشيش يحرق سريعًا، وفي (القاموس) (١): الضرمة محركة: السَّعَفة، أو الشِّيحَة في طرفها نار، والرواية في الحديث بالسكون والحركة معًا كما صحح في النسخ المصححة، وقول الطيبي (٢): أي كزمان إيقاد الضرمة، وهي ما توقد به النار أوّلًا كالقصب والكبريت إنما يصح إذا كان بفتح الراء.

نعم لا بد على تقدير السكون أيضًا من تقدير الزمان كما لا يخفى.

هذا وقد جاء الضرمة بالحركة بمعنى النار، كما يقال: ما بها نافخ ضرمة، للمبالغة في الهلاك، أي: ما بها أحد، وفي الحديث الكناية عن قصر الأعمار وقلة


(١) "القاموس المحيط" (ص: ١٠٢٠).
(٢) "شرح الطيبي" (١١/ ١٤٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>