للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الْفَصْلُ الثَّانِي:

٢٢٨٨ - [٢] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ للَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا (١)، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَه هُوَ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ،

ــ

في الشرع.

الفصل الثاني

٢٢٨٨ - [٢] (أبو هريرة) قوله: (هو اللَّه الذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم) كان ظاهر سياق الحديث أن يذكر الأسماء بطريق التعداد من غير إعراب، لكنه ذكرها بطريق التوصيف والإخبار توصيفًا له تعالى بالوحدانية، وإخبارًا عنه بصفات الكمال، وتعليمًا بطريق الإحصاء وذِكْرِ الأسماء ليفيد شوقًا وذوقًا وتيقظًا ولذةً بتوحيد اللَّه وصفاته، وإشعارًا بأن اللَّه اسم للذات، وهذه صفاته، ويحصل في ضمنه التعداد.

وقيل: لما ذكر أن للَّه تعالى كذا أسمًا، كأنه قيل: ما ذلك المسمى؟ وما تلك الأسماء؟ فقال: ذلك المسمى هو الذي له هذه الأسماء، فافهم.

وكلمة (هو) إشارة إلى الذات المجردة الهوية المطلقة، و (اللَّه) إشارة إلى المرتبة الجامعة للصفات مجملًا، و (الرحمن الرحيم) إلى تفاصيل الصفات واتصاف الذات بها مفصلًا، فهو لاتصال السر، واللَّه لمشاهدة الروح، والرحمن والرحيم لمكاشفة القلب. وللقوم في شرح (هو) كلمات وإشارات عجيبة يضيق عنها نطاق البيان، والَان نشرع في شرح الأسماء بتوفيق اللَّه وكرمه.


(١) في "التقرير": وفي الحديث إشكال أيضًا وهو أن تسعة وتسعين معدودة في الأولى، و"الحنان" و"المنان" الآتيان في الرواية الآتية لم يعدَّا منها مع أنهما من أسمائه تعالى؟ وأجيب عنه بأن الأسماء لا تنحصر في هذا العدد، نعم ينحصر الخصوصية في هذه، انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>