للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِئَةً إِلَّا وَاحِدَةً (١)، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ". وَفِي رِوَايَةٍ: "وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: ٧٣٩٢، م: ٢٦٧٧].

ــ

وقوله: (مئة إلا واحدًا) وفي رواية: (واحدة)، بتأويل الكلمة أو الصفة وهو بدل الكل من قوله: (تسعة وتسعين)، وفائدته التأكيد والمبالغة في المنع عن الزيادة والنقصان لرعاية التوقيف والاحتياط.

وقوله: (من أحصاها) أي: حفظها من قلبه كما جاء في رواية أخرى رواها البخاري (٢) في آخر (كتاب الدعوات)، ومنه قولهم: أَكُلّ القرآنِ أحصيت؟ أي: حفظت، وبهذا فسره الأكثرون.

وقيل: من علمها وأحاط علمًا بها وآمن بها، وقيل: استخرجها من الكتاب والسنة، وقيل: من أطاق العمل والطاعة بمقتضى كل اسم منها، وهو قريب من معنى التعلق والتخلق، وقيل في قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} [المزمل: ٢٠]: أي: تطيقوه. وقيل: معناه: من حفظ القرآن فأحصاها بحفظه للقرآن، وقيل: (أحصاها): وجدها ودعا إليها، وقيل: من أحاط بمعانيها في مدلولاتها معظِّمًا لمسماها ومقدِّسًا لذاته معتبرًا بمعانيها ومتدبرًا راغبًا فيها وراهبًا، أقوال.

وقوله: (دخل الجنة) أي: دخولًا أوّليًّا مع المقربين السابقين، و (الوتر) بكسر الواو وفتحها: الفرد، واللَّه تعالى واحد في ذاته لا يقبل التجزي والانقسام، واحد في صفاته لا شِبه له ولا مثل، واحد في أفعاله فلا معين له، والعدد الفرد يشابهه في بعض المعاني من وجه.

وقوله: (يحب الوتر) أي: يُثيب عليه، ولهذا روعي الوتر في مواضع كثيرة


(١) في نسخة: "واحدًا".
(٢) "صحيح البخاري" (٦٤١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>