الدعاء، والشفاعة والإعطاء هو الأمن من الخسف والمسخ ونحوهما دون عذاب الآخرة، واللَّه أعلم بالصواب.
[٥٢ - باب الاستسقاء]
الاستسقاء في اللغة: طلب السقي، وفي الشرع: صلاة أو دعاء، وسؤال المطر من اللَّه تعالى عند قحوط، والصلاة مع الكيفية المخصوصة كالعيد سنة عند أكثر الأئمة، وأبو حنيفة رحمه اللَّه يقول: هو دعاء واستغفار وسؤال وتضرع من جناب الحق الرزاق الوهاب؛ لقوله سبحانه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: ١٠ - ١١]، وأيضًا ما وقع من وجوه الاستسقاء في أكثر الأحاديث ليست فيها صلاة إلا في وجه واحد، وهو أول -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج إلى المصلى وصلى ركعتين وخطب، الحديث. وهو لم يَصِل بجميع خصوصياته حدَّ الصحة، أو هو مخصوص برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والسنة ما واظب عليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع الترك أحيانًا، وههنا عدم الصلاة أكثر، وما صلى إلا في حين، وقد صح أن أمير المؤمنين عمر -رضي اللَّه عنه- استسقى واقتصر على الدعاء والاستغفار ولم يصل،
(١) كذا في جميع النسخ، لكن لم أجده في "مسند الإِمام أحمد" في مسند سعد بن أبي وقاص، والحديث ذكره المجد ابن تيمية في "المنتقى"، وعزاه لأبي داود فقط، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٣٧٠) من طريق أبي داود، وقد سكت عليه أبو داود. "مرعاة المفاتيح" (٥/ ١٦٩).