لكان طوّله، ولأن الذكر الذي شرع في القيام أفضل الأذكار، وهو القرآن، فيكون هذا الركن أفضل الأركان، ولقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أفضل الصلاة طول القنوت)، والمراد بالقنوت ههنا القيام بالاتفاق.
وقالت طائفة: السجود أفضل؛ لأنه ورد في الحديث:(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، ولقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لمن سأل مرافقته في الجنة:(أعني بكثرة السجود)، ولأن السجود أدلّ على الذلة والخضوع، وقال بعضهم: في صلاة الليل طول القيام أفضل، وفي النهار كثرة الركوع والسجود، وقيل: هما متساويان، وقد استوفينا هذا المبحث في (شرح سفر السعادة)(١).
الْفَصْل الثَّانِي
٨٠١ - [١٢](أبو حميد الساعدي) قوله: (أنا أعلمكم) أي: أعلم من بينكم، فهو من قبيل ثاني قسمي إضافة اسم التفضيل.
وقوله:(فاعرض) أي: أظهره وأبرزه، والمعنى: إذا ادعيت أنك أعلم فاعرضه علينا حتى نرى صحة ما تدعيه، ومن ثم لما عرض قالوا: صدقت، ولكن لا يظهر حينئذ أعلميته، لا منهم، ولا تخصيص أعلميته من غيره من بينهم، فالظاهر أنهم صدقوا للثقة بإخباره، فافهم، واللَّه أعلم.