نحن نعجن فنجوع لتأخير الخبز، وهذه طبيعة الإنسان في الجوع، فكيف بالذين في زمانه من المسلمين لا يجدون ما يأكلونه؟ فكيف يصبرون على الجوع وعدم ما يجعلونه غذاء؟ وهذا المعنى أظهر وأنسب بقوله:(يجزئهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس) يعني وغذاؤهم اليوم التسبيح والتقديس كما للملائكة، يعني من ابتلي بزمانه لا يحتاج إلى الأكل والشرب كما لا يحتاج الملائكة إليهما.
الفصل الثالث
٥٤٩٢ - [٢٩](المغيرة بن شعبة) قوله: (هو أهون على اللَّه من ذلك) أي: الدجال هو أهون على اللَّه تعالى من أن يخلق على يده شيئًا، كونه مضلًّا للمؤمنين مشككًا لهم، بل ليزدادوا إيمانًا، أو هو، أي: عدم الإضلال به أهون على اللَّه من إيجاد جبل خبز ونهر ماء على يده، أو الدجال أهون على اللَّه من ذلك، أي: من أن يخلق على يده شيئًا من ذلك حقيقة، بل هو سحر باطل ليس له حقيقة ولا وجود
(١) هنا بياض في الأصل، وألحق به: أحمد وأبو داود الطيالسي، وقيل: رواه أحمد عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن شهر بن حوشب عنها، وانفرد به هنا. قاله القاري في "المرقاة" (٨/ ٣٤٨٣).