للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٩) كتاب (١) الدعوات

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٩ - كتاب الدعوات

اعلم أن الدعاء عند نزول البلاء أو عند خوف نزوله مسنونٌ مأثور عن الأنبياء صلوات اللَّه عليهم وأتباعهم رحمة اللَّه عليهم أجمعين، وقد يكتفون بعلم اللَّه تعالى وتقديره، ويسكتون عن الدعاء كقول الخليل عليه السلام: حسبي عن سؤالي علمه بحالي، قال الشيخ ابن عطاء اللَّه الإسكندري الشاذلي في (كتاب الحكم): ربما دلَّهم الأدب على ترك الطلب اعتمادًا على قسمته واشتغالًا بذكره عن مسألته.

وقال ابن عباد في (شرح الكتاب): قال الإمام أبو القاسم القشيري: واختلف الناس في أي شيء أفضل: الدعاء أم السكوت والرضاء؟ فمنهم من قال: الدعاء في نفسه عبادة. قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (الدعاء مخ العبادة (٢))، فالإتيان بما هو عبادة أولى من تركه، ثم هو [حقُّ] الحق سبحانه وتعالى، فإن لم يستجب للعبد ولم يصل إلى حظ نفسه فلقد قام بحق ربه؛ لأن الدعاء إظهار فاقة العبودية، وقد قال أبو حازم الأعرج رحمة اللَّه عليه: لأَنْ أُحرم الدعاء أشدُّ عليّ من أن أحرم الإجابة.

وطائفة قالوا: السكوت والخمود تحت جريان الحكم أتم، والرضا بما سبق


(١) في نسخة: "باب".
(٢) أخرجه الترمذي (٣٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>