أسيرًا، وأمرنا بحفظهم إلى يوم يأمرنا بقتلهم، و (كان) تامة، و (أمر) صفة (يوم) و (خالد) فاعل (أمر).
وقوله:(اللهم إني أبرأ إليك) أي: أنهي إليك براءتي وعدم رضائي، ضمَّن أبرأ معنى أنهى، وإنما برأ لأنه عجّل وترك التثبت في أمرهم حتى يظهر مرادهم من قولهم: صبأنا؛ لأن الصبأ يجيء بمعنى الخروج من دين إلى دين، فإن أرادوا الخروج إلى غير دين الإسلام كاليهودية والنصرانية وقالوا ذلك أنفة من دين الإسلام وجب قتلهم، وإن أرادوا الخروج إلى دين الإسلام نظرًا إلى معنى اللغة فلا، فوجب التثبت والاحتياط إلى ظهور المراد، ولما عدلوا عن صريح قول: أسلمنا، ظن خالد أنهم أنفوا وتأولوا.
٦ - باب الأمان (١)
الأمن والأمان ضد الخوف، أمن كفرح أمنًا وأمانًا بفتحهما، وأمنًا محركة وإمنًا بالكسر فهو أَمِنٌ، وأمَّنه: جعله آمنًا، ويشمل أمان المستأمن من أهل الحرب، وأصله قوله:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ}[التوبة: ٦] وأمان من عهد إليه بعدم
(١) في "التقرير": إن كان مؤبدًا فهو الذمية، وإن كان مؤقتًا فيجوز للإمام الحرب بعد المدة، ولو رأى قبل المدة فله أن ينبذ إليهم، وأمان العبد يصح إن لم يكن محجورًا.