[٩ - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام]
ــ
هنا إشكالًا، وهو أن الجنة والنار كيف يمثلان في الجدار، ويجيبون كما أن البستان والدار الوسيع يمثل في المرآة، فمثال الشيء لا يجب أن يكون مثله في المقدار، وقد يجاب بأن قوله:(في قبل) أو (في عرض) ليس حالًا من المفعول بل من الفاعل، أي: رأيتهما وأنا في ذلك المكان، انتهى. وأقول: إنه لا يلزم من الحديث كونهما ممثلين في نفس الجدار، بل في جانبه وناحيته، فيكون رؤية المثال في تلك الناحية، ووجود المثال في مكان آخر وعالم آخر، واللَّه أعلم بحقيقة الحال.
٩ - باب بدء الخلق وذكر الأنبياء
البدء بفتح الباء وسكون الدال مهموز: الابتداء، في (القاموس)(١): بَدَأ بِهِ كمنع: ابتدأ، والشيء: فعله ابتداء، كأبدأه ابتدأه، وجمع معه ذكر الأنبياء صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين لتقدمهم وابتداء أمر الدين والأحكام، وانتظام العالم وصلاحه بهم، وقد ابتدأ خلق نوع الإنسان بآدم عليه السلام.
ثم اعلم أن أهل الملل كلهم بل المجوس أيضًا أطبقوا على أن العالم حادث بمعنى أنه لم يكن شيئًا، فأوجده اللَّه سبحانه، والعمدة في ذلك خبر:(كان اللَّه ولم يكن معه شيء)، فخلق اللوح والقلم، وقد كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق، ثم خلق